هناك فرق بين التفسير المادي البحت والتفسير المؤمن الواعي لظواهر الكون وأسرار الخلق في جسم الإنسان، وتشريحه، وفي عجائب الأرض والنبات وبدائع الأفلاك والسموات، وفي العناصر وخواصها.
الطبيب المؤمن، والعالم المؤمن، والكيميائي المؤمن هؤلاء وغيرهم في كراسي الأستاذية يربطون بين الدين والعلم ربطاً يلفت إلى الله وقدرته وعجائب صنعته، وإلى أن بدائع الكون وما في المخلوقات من أسرار ـ هم أعلم بها من غيرهم ـ ما يمكن أن تكون مصادفة ولا طبيعية، بل لا بد أن تنتهي إلى القوة العليا إلى الله.
وتلك حقيقة توصل إليها علميا كثير من علماء العصر الذين لما يسعدوا بعد بالانتساب إلى الإسلام.
ولقد عالج أبو الأطباء في مصر المرحوم الدكتور عبد العزيز إسماعيل موضوع (الإسلام والطب الحديث) في الثلاثينات ومن بعده اتجه بعض أساتذة الطب والعلوم ومعهم بعض المفكرين والكتاب من المسلمين إلى الربط بين العلم والدين.
والمكتبة العربية الآن بها مجموعة طيبة من الكتب التي عالجت هذا الموضوع وجميل جداً أن تزود مكتبات الكليات العملية بهذه الكتب، وأجمل من هذا أنه تبذل الحوافز التشجيعية لأبنائنا طلاب هذه الكليات مادياً وأدبيا ليقبلوا على هذه الكتب لدراستها واستيعابها.
وماذا يحدث إذا لم نربط بين العلم والدين بكل الوسائل المثمرة؟
والجواب هو أننا إذا لم نربط بين العلم والدين في الكليات غير المتخصصة في الدراسات الدينية، إذا حدث هذا واكتفينا بالتفسير المادي البحت لظواهر الكون والخلق حدثت نتائج سيئة منها:
أـ سنجد أن طالب الطب وطالب العلوم في الجامعات السعودية لا يختلفان عن طالب الطب وطالب العلوم في روسيا أو أمريكا أو أي بلد غير مسلم من حيث تناول موضوع التخصص ومن حيث الإطار العام لمادته وبحثها واتصالها بعقيدته وفكره الديني.