إن كليات التربية في المملكة جزء عظيم من الجامعات السعودية، وخطرها يتناسب مع رسالتها الجليلة، وهي إعداد المعلم الذي (يبني وينشئ أنفساً وعقولا) ولكليات التربية مع هذا أهميتها في مستقبل التعليم وأثرها في الخطة التي رسمت للتوسع فيه، ومن أجل ذلك فإن المملكة تولي كليات التربية عناية ملحوظة وتتوسع فيها وتبذل لها العون والحوافز وتشجع الإقبال عليها حتى تؤدي رسالتها على خير الوجوه.
ومن المادة ١٦٣ إلى المادة ١٧٢ من سياسة التعليم بالمملكة يبدو الإطار المشرق للصورة المضيئة التي ترجى من كليات التربية (ومعها معاهد إعداد المعلمين) :
وسأكتفي بذكر فقرات من نصوص تلك المواد:
(تكون مناهج إعداد المعلمين في مختلف الجهات التعليمية، وافية بالأهداف الأساسية التي تنشدها الأمة في تربية جيل مسلم يفهم الإسلام فهماً صحيحاً عقيدة وشريعة ويبذل جهده في النهوض بأمته) .
(يعنى بالتربية الإسلامية واللغة العربية في معاهد وكليات إعداد المعلمين حتى يتمكنوا من التدريس بروح إسلامية عالية، ولغة عربية صحيحة) .
توصي (سياسة التعليم) في باب (إعداد المعلم) بالتوسع في كليات ومعاهد إعداد المعلمين لتحقيق الاكتفاء الذاتي رأسيا من حيث العدد وأفقيا بالنسبة لجميع المواد وبأن يشجع طلابها بحوافز مادية واجتماعية لا يساويهم فيها غيرهم وبأن يوضع للمعلمين كادر خاص يشجعهم... ويحفزهم، ويضمن استمرارهم في مهنة التدريس وبأن يفسح المجال أمامهم لمتابعة الدراسة..
ولا شك أن المملكة بهذا قد سبقت أمماً كثيرة غيرها في تشجيع المعلم وتقديره وإعطائه حقه.