أما الأستاذ غازي التوبة فقد قام أيضاً ببعض الواجب وركز على ما يسمى بإسلاميات (طه حسين) والتي يزعم عشاقه ومريدوه أنها برهان على توبته من زندقته التي ذكرنا شيئاً من مظاهرها وأنه تحول إلى كاتب إسلامي يعنى بالسيرة النبوية وغيرها من موضوعات التاريخ الإسلامي، يقولون هذا إما غافلين أو متغافلين عن حقيقة هذه الإسلاميات، فقام الأستاذ غازي بدراسة لها وكشف لما تنطوي عليه من خبث وتمويه ولف ودوران مقنع.
أما الأستاذ محمد البهي فقد تعرض في كتابه (الفكر الإسلامي المعاصر وصلته بالاستعمار) تعرض فيه لـ (طه حسين) وكشف كثيراً من مخازيه من خلال كتبه وبين هدفه وهدف أساتذته المستشرقين من وراء إنكارهم للشعر العربي الجاهلي وقرر أن كتاب (في الشعر الجاهلي) كان في الأصل لأحد مشاهير المستشرقين وهو هاملتون جب في كتابه المذهب المحمدي وأن أساتذة (طه حسين) رغبوا إليه أن يترجمه للعربية ويتبناه ففعل وحقق رغبتهم فلما قامت الضجة في مصر حول هذا الكتاب وعانى بسببه ما عانى - رغم مساندة أذناب الغرب وعملائه له - اضطر أن يغير أن يغير فيه بعض التغيير أو أن يستر منه ما كان مكشوفاً، وأن يموه ما كان صريحاً، ويسميه (في الأدب الجاهلي) بدل (في الشعر الجاهلي) وأعتقد أن الذي يحمل أكثر المنسوبين إلى الأدب والزعامة الفكرية على أن يعتبروا (طه حسين) إماماً وبطلاً ومجاهداً ومثالاً رائعاً للعبقرية العربية النادرة وأن القدر جاء به على هذه الأمة أحوج ما كانت إلى العباقرة المصلحين كما صرح بهذا (حمد الجاسر) وكما صرح بمثله أو قريب منه (عبد العزيز الربيع) أقول: إنني أعتقد أن لذلك أسباباً منها إعجابهم بالمكانة التي احتلها (طه) في عالم الأدب على أيدي مستخدميه - بكسر الدال - من الغربيين الذين خلعوا عليه أثواباً فضفاضة من التعظيم والتبجيل ورأوه أهلا للزعامة الفكرية فنصبوه عميداً للأدب العربي، ورشحوه لجائزة (نوبل) للآداب عدة مرات ثم