ومنها أنهم يعتقدون أن الاعتراف بمكانة (طه حسين) الأدبية - المزعومة ووصفه بالبطولة والعبقرية دليل على المقدرة الأدبية والتنور الفكري والذوق الثقافي الرفيع.
يقول الشيخ (محمد متولي شعراوي) في محاضرة ألقاها في الكويت في رمضان عام ٩٤ نشرتها مجلة (المجتمع) في عددها ٢٢٦ - وقد ذكر أثناء هذه المحاضرة كيف أن الناس يخدعون وتضلل أفكارهم وتسحر عيونهم وآذانهم ثم قال: ولأضرب مثلاً بقطاع مصر فإنا نجد العشرينات وفي الثلاثينات طائفة من القوم الذين شهد لهم الناس بالتفوق والنبوغ، وأصبحت لهم مدارس تسيطر على صياغة عقول الشباب وأفكار الناشئين، ولهم معجبوهم ومريدوهم، ثم مثل بـ (طه حسين)(ومنصور فهمي)(وإسماعيل مظهر)(وقاسم أمين) ثم استطرد إلى أن قال: هؤلاء القوم فتنوا بزعامتهم وغروا بالثناء عليهم، وخدعهم المعجبون بهم، ثم جاءت الصحافة التي يسيطر عليها الاستعمار فنفخت في تلك الدُّمى نفخاً جعل منهم قادة وجعل منهم صواغ فكر وصناع نفوس إهـ أما الشيخ علي الطنطاوي فقد حضر محاضرة لطه حسين ألقاها في جامعة دمشق، إذ دعته هذه الجامعة ليلقي مثل هذه المحاضرة وليخرج طلابها من ظلمات الجهل إلى نور العلم -!!
وبعد انتهاء سعادة الدكتور من محاضرته تقدم مدير الجامعة ليعلق عليها وليجزل المديح بل يقدمه جزافاً لفخامة عميد الأدب العربي!! وكيف لا يفعل وقد تواضع فخامته فقبل الدعوة وتحمل متاعب السفر ليروي غلة هؤلاء الطلاب العطاش إلى العلم والمعرفة من ينابيع علومه التي لا تنضب وإن كانت قيحاً وصديداً وبعد انتهاء مدير الجامعة الدمشقية من تقديم عبارات الإطراء التي لا يدفع لها ثمناً ولا يخشى سؤالاً عن مدى صحتها قام الشيخ الطنطاوي معقباً على التعليق فقال: