"الواقع أن ما قاله طه حسين في هذه المحاضرة يعرف طلاب الصف الخامس والصف السادس الابتدائيين وأن ٩٥ في المائة من الحاضرين يعلمون ذلك ولكنهم لا يصدقون عقولهم، بل إن بعضهم ليضع يده على فيه حذراً أن تبدر منه بادرة تكشف للحاضرين عن رأيه في محاضرة عميد الأدب العربي ثم قال: هذا بالنسبة للمحاضرة أما بالنسبة للمحاضر (طه حسين) فإنه حين وضع عمامة الأزهر عن رأسه وولى وجهه شطر فرنسا خلع معها دينه وعقله، وبقي إلى اليوم بلا عقل ولا دين".إهـ من مجلة البلاغ الكويتية وأظن عشاق أفكار طه حسين ومريديه لا ينكرون مكانة الشيخ الطنطاوي الأدبية إلا أنه مسلم لا ينفخ الغرب في صورته ولا يحيطه بهالات التمجيد والتقديس كما يصنع بعملائه وأذنابه ومأجوريه، لذلك لا نسمع ذكراً لكبار الأدباء الإسلاميين عندما يتحدث متحدث عن الأدباء العرب المعاصرين في إذاعة أو كتاب أو صحيفة ولا ذنب لهم ولا عيب فيهم سوى أنهم يؤمنون بالإسلام قولاً وعملا ويصرحون بأنه وحده سبيل النجاة وطريق السعادة، وربما حاولوا تنبيه المسلمين إلى ما يحيط بهم من أخطار وما يدبر ضدهم من مكائد
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم
بهن فلول من قراع الكتائب
والآن نتوجه بهذه الأسئلة إلى سعادة الأستاذ عبد العزيز الربيع لعله يتكرم مشكوراً بالجواب عليها فتقول:
ذكرت سعادتك أن (طه حسين) يمثل أنموذجاً رائعاً لعبقرية أمتنا وأنه استطاع بطموحه وكفاحه وجهده المتواصل أن يحقق الهدف الذي يتطلع إليه والغاية التي عمل على تحقيقها ووصفته بأنه قوي الإيمان قوي الثقة بالله، كما أشرت إلى أن له أخطاء فكرية إلا أن تعبيرك يوحي بأن هذه الأخطاء لا تستحق الذكر بجانب صوابه ونتاجه الفكري الرفيع وتراثه الفائق.