فنقول في سؤالنا: ما حقيقة هذه العبقرية التي نسبتها لأمتنا وجعلت ممدوحك أنموذجاً رائعاً لها؟ أهي الكفر والزندقة؟ وإلى أي شيء كان طموحه؟ إلى غير تضليل شباب المسلمين؟ وفي أي سبيل كان كفاحه؟ أفي غير سبيل الاستعمار الفكري والغزو الثقافي لبلادنا وشباب أمتنا؟ وما هو الهدف الذي قلت إنه حققه؟ أهو تنفيذ أغراض المستشرقين وتحقيق أهداف أعدائنا من الغربيين؟ أم هو محاولاته تضليل المسلمين عن سبيل الله؟ وبذله قصارى جهده لإقناع العرب بالتخلي عن لغة الإسلام واستبدالها باليونانية أو اللاتينية أو اللهجات العامية؟ وما هي الغاية التي قلت إنه عمل على تحقيقها؟ هل تعني محاولته إقناع المصريين بأنهم أبناء الفراعنة فليسوا بعرب ولا مسلمين وأن بلادهم فرعونية أوربية؟ هل تستطيع أن تثبت لطه حسين هدفا أو غاية أو كفاحاً أو عبقرية في غير هذه الأمور؟
وسؤالنا الأخير هو: هل يجوز تسمية الإلحاد والزندقة وتكذيب الله وجحد رسله وإنكار كتبه أخطاء فكرية؟ إن كان هذا يجوز في نظر سعادتكم فهل تظن أن أحداً من ذوي الفكر الرشيد يوافقك؟ وفرع لهذا السؤال نقول: هل تذكرت وأنت تسطر هذه الكلمات وتدبج تلك العبارات في مدح وإطراء (طه حسين) أنك موقوف أمام الله ومسئول عن كل ما قلت؟ وإذا كانت كلمتك لمجلة معهد النور - وطلابه كما قلت - يربطهم (بطه حسين) رابطة فقدان البصر أما كان الأجدر بك والأليق ببلدك ومنصبك أن تمثل برجل مسلم فاضل صالح الباطن والظاهر ممن وصفهم الله تعالى بقوله: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} .