للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن القرارات التي لفتت النظر أن أول أعمال الحكم الفيتنامي الجنوبي الذي أسقط حكم (ثيو) قرار بإلغاء البغاء والرقص وكل الأعمال المنافية للأخلاق والدوافع السياسية واضحة في هذا القرار فبيوت البغاء وصالات الرقص والاستهتار إنما هي أثر من آثار الوجود الأمريكي هناك، صحيح أن الخطيئة موجودة في كل أرض، لكن قيام فساد منظم تلبية لنزوات جنود أمريكا.. يأخذ إلى جانب الاعتبار الأخلاقي بعداً سياسياً.

إن (بانكوك) عاصمة تايلاند اشتهرت بأنها (عاصمة الخطيئة) والذي جعلها هكذا هو الوجود الأمريكي العسكري في تايلاند، وفي تركيا فعلوا نفس الشيء، وفي اليابان أيضاً، وسيفعلون ذلك في كل بلد عربي إسلامي يفتح لهم أبوابه، وتنظيم شبكات البغاء، وتأسيس صالات الرقص والخمور وبروز عصابات منظمة تدير تجارة البغاء وارقص.. هذا كله مرتبط بالاحتكارات الأمريكية، وبالمؤسسات الربوية، وبالطمع في الربح من أي طريق وبأي وسيلة، فالأموال الأمريكية تنساح إلى فيتنام الجنوبية لا لإقامة المصانع الإنتاجية، ولكن لتوظف في تجارة البغاء.. وتجارة الرقص والابتذال.. تهدم أخلاق الناس من جانب.. وتمتص ما في جيوبهم من جانب آخر.

والذين يأخذون الأموال الأمريكية بفوائد خيالية لاستثمارها يتجهون إلى توظيفها في الدعوة.. حتى يغطوا الفوائد الأمريكية الباهضة، وحتى يكون لهم من الربح الشيء الوفير بواسطة الزنى..

إن دروس (سايجون) تحرج المسلم مرتي: تجرحه لأن القيادة البوذية الشيوعية تكافح وتحرر أرضها، بينما القيادات المحسوبة على الإسلام.. لا تزال تهرول وراء خرافة الحل السلمي والتعايش مع الاستعمار الصهيوني في فلسطين المحتلة.