أو بأن الألف ليست للتثنية لا حقيقة ولا صورة بل هي منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة والأصل ألقين على حد قوله:
وأبدلنها بعد فتح ألفا
وقفا كما تقول في قفن قفا
ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، قالوا ويؤيد هذا قراءة الحسن البصري الشاذة، وظاهر اللفظ يؤيد أن الخطاب لاثنين لا لواحد وليست هناك ضرورة تدعو إلى الخروج عن ظاهر اللفظ، وارتكاب هذه التمحلات.
وقوله:{الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} الذي مبتدأ متضمن لمعنى الشرط، وقوله {فَأَلْقِيَاهُ} خبره، ودخلت فيه الفاء لأن المبتدأ فيه معنى الشرط، ويجوز أن يكون منصوباً بدلاً من كل كفار، وجوز أن يكون مجروراً بدلاً من كفار، ومن أعرب الموصول بدلا جعل {فَأَلْقِيَاهُ} توكيداً، وقوله {قَالَ قَرِينُهُ} جاءت هذه الجملة بلا واو لأنها قصد بها الاستئناف كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كأن الكافر قال: ربي هو أطغاني. قال قرينه ربنا ما أطغيته، فهو جواب لمحذوف دل عليه المذكور فإنه منبيء عن سابقة كلام اعتذر به الكافر.. وهذا بخلاف قوله فيما تقدم:{وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} فإنها عطفت على ما قبلها بالواو الدالة على الجمع بين معناها ومعنى ما قبلها في الحصول يعني مجيء كل نفس مع السائق والشهيد وقول قرينه هذه المقالة. وقوله:{قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} استئناف بياني وقع في جواب سؤال مقدر كأنه قيل فماذا قال الله؟ فقيل: قال: {لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} والفاعل في قال هو الله. وقوله:{وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} الجملة حال فيها تعليل للنهي على معنى لا تختصموا وقد صح عندكم أني قدمت إليكم بالوعيد حيث قلت لإبليس لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين فاتبعتموه معرضين عن الحق فلا وجه للاختصام في هذا الوقت. ولا تكون الجملة حالا إلا