للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينصح القسيس هاريك بوجوب تحلي حياة المبشر بمبدأ المسيحية قبل أن يعنى بالأمور النظرية كيما يظهر للمسلم أن النصرانية ليست عقيدة دينية ولا دستوراً سياسياً بل هي الحياة كلها وأنها تحب العدل والطهر وتمقت الظلم والباطل، نفتح للمسلم مدارسنا ونتلقاه في مستشفياتنا ونعرض عليه محاسن لغتنا ثم نقف أمامه منتظرين النتيجة بصبر وتعلق بأهداب الأمل إذ المسلم هو الذي امتاز بين الشعوب الشرقية بالاستقامة والشعور بالمحبة ومعرفة الجميل.

أرأيت أيها السلم كيف يحارب الإسلام وكيف ينبث أعداؤه بين المسلمين متنكرين في أزياء مختلفة تارة ثياب المعلمين الذين يربون الناشئة ويتعهدون الشبيبة.. وتارة يظهرون في صورة أطباء يداوون المرضى، ويعالجون الجرحى، ويعينون على نوائب الدهر، والله يعلم أن هؤلاء وهؤلاء إنما يسممون الأفكار، ويفسدون العقائد ويضللون الناس، ويدسون السم في العسل.

وكل همهم أن يتوصلوا إلى زحزحة المسلم عن عقيدته، وإضعاف همته، وتوهين عزيمته، وقتل غيرته، وقد مرت تصريحاتهم تنطلق بسوء نيتهم للإسلام وليس فيها غموض تحمل على الارتياب ومن غير شك أن هذه الأساليب الملتوية قد انتهت بنتائج ضعيفة لا يمكن أن تقارن بحال ما مع المصاريف الباهضة التي صرفت في سبيلها.

ولو أتيح للإسلام عشر ما أتيح للمسيحية المعاصرة من مكر ودهاء ونفاق سياسي وغير ذلك من الأسلحة الظاهرة والمستورة لحصل على أضعاف ما حصلت عليه المسيحية، لا أقول ذلك متحيزاً أو متعصباً ولكني أسطر هنا شهادة سجلها المستر كاين تيلز، وقد ألقاها في حفل جامع على رؤوس الأشهاد مبيناً قوة الإسلام وشبابه وقدرته على مواجهة ظروف الحياة ومصرحاً بقصور المسيحية وشيخوختها وضعفها، ويقول في صراحة: