"إن الإسلام قد سبق النصرانية بمراحل شاسعة من أكثر جهات العالم همهمة ودمدمة ليس فقط من جهة المسلمين الذين كانوا وثنيين وأسلموا أكثر من الذين تنصروا بل لأن النصرانية في بعض الجهات أخذت في التقهقر إلى الوراء أمام الدين الإسلامي في حين أن الوسائل التي تستعملها لتنصير الأمم الإسلامية يفشل أمرها، والشباك التي تنصبها لهم تنقطع حبالها فإننا لا نرجع فقط بصفة المغبون بل ربما خسرنا رأس المال ويصدق علينا قول من قال: "على نفسها جنت براقش"والدين الإسلامي يمتد الآن من مراكش إلى يافا، ومن زنجبار إلى الصين ويخطو في داخل أفريقيا خطوات كبيرة وتعتنقه أمم كثيرة والبحث في سرعة انتشاره يرجع إلى عدم الخلط والخبط في أصوله وبنيانه الأمر الذي جعل له مكاناً ثابتاً في قلوب أهله، وكل من تدين به بخلاف النصرانية فإنها مزعزعة الأركان قلما يكون لها ثبوت عند الإنسان لما فيها من التبديل والتغيير والتحريف والتحوير.