أجل، فقد اعتنق الإسلام أمة بحذافيرها في أفريقيا صفقة واحدة ولم ترتد إلى الوثنية قط، الإسلام أفاد التمدن أكثر من النصراية ونشر راية المساواة والأخوية وهذه الأدلة نذكرها نقلاً عن تقارير الموظفين من الإنجليز وعما كتبه أغلب السياح عن النتائج الحسنة التي نتجت من الدين الإسلامي وقد ظهرت آياتها منه فإنه عندما تتدين به أمة من الأمم السودانية تختفي من بينها في الحال عبادة الأوثان واتباع الشيطان والإشراك بالعزيز الرحمن وتحرم أكل لحم الإنسان وقتل الرجال ووأد الأطفال وتضرب عن الكهانة ويأخذ أهلها في أسباب الإصلاح وحب الطهارة واجتناب الخبائث والرجس والسعي نحو إحراز المعالي وشرف النفس ويصبح عندهم قرى الضيف من الواجبات الدينية وشرب الخمر من الأمور غير المرضية، ولعب الميسر والأزلام محرمة والرقص القبيح ومخالطة النساء اختلاطاً دون تمييز منعدمة يحسبون عفة المرأة من الفضائل ويتمسكون بحسن الشمائل أما الغلو في الحرية والتهتك وراء الشهوات البهيمية فلا تجيزه الشريعة الإسلامية، والدين الإسلامي هو الذي يعمم النظام بين الورى ويقمع النفس عن الهوى، ويحرم إراقة الدماء، والقسوة في معاملة الحيوان والأرقاء ويوصي بالإنسانية، ويحض على الخيرات والأخوية.. الإسلام ينشر المدنية القائلة بالاحتشام في الملبس الآمرة بالنظافة والاستقامة وعزة النفس فمنافع الدين الإسلامي منافع لا ريب فيها، وفوائده من أعظم أركان المدنية وحتام لا ننظر إلى المصاريف الباهضة والأنفس الغالية التي ذهبت سدى في سبيل تنصير أفريقيا؟! والنصرانية إذا اعتنقها ألف فالإسلام يعتنقه مليون".