والقول: بأن الوهابية مهدت الطريق (للعلمانية) بهذا المفهوم فدخلت مؤثراتها الوافدة من الغرب عن طريق العلم الغربي واقتصاد الغرب وآدابه.. ألخ. قول غير مفهوم وغير مقبول لأن الوهابية (كما ذكرنا) ما هي إلا دعوة إسلامية خالصة تدعو إلى ما يدعو إليه الإسلام وتمهد السبيل لنشر دعوته وتطبيق شريعته. فكيف يقال إنها مهدت الطريق الآثار (العلمانية) التي لا يقر الإسلام كثيراً منها لتعارضها مع مبادئه وأحكامه ومنها الاقتصاد الغربي القائم على الربويات ونظم المعاملات المخالفة للنظم الإسلامية؟.
وواجبنا أن نتابع المستشرقين في آرائهم الخاطئة وادعاءاتهم المضللة واتهاماتهم الجائرة التي يريدون منها النيل من الإسلام، وتشويه حقيقته، وإلقاء الشبهات أمام دعوته.
(٧) ثم يقول الدكتور المحاضر:
"أما مبعث الإعجاب بأوربا الذي ترتبت عليه حركة الاقتباس فهو:
أولاً: أنها حققت نظاماً ناجحاً يقوم على الدستور، ويحدد سلطة الحاكم، ويقيم العدالة، ويقر حرية كل من الفرد والمجموع.
ثانياً: عزا العرب حيوية أوربا إلى نظامها التعليمي وتنظيمها الاجتماعي وروح البحث الحر والنظم التعليمية والدراسية التي تسندها الدولة دون أن تشرف عليها.
وما أسهمت به المنظمات والجمعيات الخاصة في تقدم أوربا اقتصادياً وإنسانياً.
ثالثاً: أخذ العرب بمرور الزمن يقدرون آداب الغرب بغض النظر عن قيمتها العلمية فقاموا بترجمتها بحيث اكتسبت في النهاية أهمية لا تتناسب مع محتواها".