إذا فقد جاءت الشريعة الإسلامية كموجه راشد يهدي للذي هو أقوم، ووينتشل البشرية من براثن الجهل والعذاب وضلالات النفوس وشرورها، ويقوِّمها على سبيل الحق والصلاح، ويأخذ بيدها إلى ما فيه خيرها ونجاتها.
لذا حرَّمت على المسلم رسم كل ذي روح، وذلك بنصوص صحيحة صريحة جاءت في أمهات كتب الحديث والفقه الإسلامي، بعبارات لا تخضع لتأويل بعيد كان أو قريب وذلك لوضوحها ونصاعة نصوصها.
ولم بك هذا التحريم إلا لإبعاد كل مظهر ينافي العقيدة الواحدة الصافية، ولمحو كل عهد جاهلي أو أثر وثني كان عليه الإنسان قبل أن يبصر طريق الهداية والرشاد. لذلك كان تحطيم الأصنام أو ل عمل قام به الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، عندما فتح مكة المكرمة ودخل الكعبة، فلم يعد لها وجود في حياة العرب. وكذلك فعل المسلمون حينما فتحوا بلاد الروم فحطموا ما فيها من أصنام وأزالوا منها ما يتنافى مع الشريعة الإسلامية. كما حرم على المسلم صنعها وبيعها واقتناؤها لأنها دليل على الشرك والوثنية ومظهر من مظاهر العبودية لغير الله. وقد أشار إلى هذا ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد وكذلك الصنعاني في سبل السلام وغيرهما.
ولم يكن التصوير بأقل شأنا من الأصنام، فقد نهى الإسلام عن التصوير وأنذر المصورين بأشد العقوبات، وذلك بأحاديث صحيحة تشير إلى أن أشد الناس عذباً يوم القيامة المصورون.
فعن عمر رضي الله تعالى عنه أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم"[٤]