وبجانب هذه الحضارة المتشعبة في كل مظاهر الحياة، يوجد انحلال خلقي خطير؛ فالمرأة تسير في الطرقات شبه عارية، والرجل يقبل المرأة، ويخاصرها، ويعانقها، ويجلسها على فخذيه على أعين الناس دون مبالاة ولا حرج، إذ قد أصبحت هذه الأمور لديهم مشاهد عادية ترى في كل وقت وفي كل مكان، حتى تبلدت أحاسيس الناس، وماتت مشاعرهم تجاه هذه المشاهد الانحلالية، فلم ينكرها منهم منكر، ولم يثر ضدها منهم ثائر. ومن ثم فإن الشخص المسلم حين يخرج من محل إقامته إلى أي طريق عام، لا يحس للإسلام أدنى مظهر أو أقل أثر، بل يلمح سريعاً غربة الإسلام وأهله في تلك البلاد، خاصة وأن حكامها من اليهود والنصارى والشيوعيين.