وقد زرت المراكز الإسلامية في تلك البلاد، وقابلت المسئولين بها، واستفسرت منهم عن مدى النشاط الذي تقوم به تلك المراكز، وتبين أن نشاطها محدود، إذ يقوم عليها بعض المسلمين الذين تسيطر عليهم البدعة والخرافة، والذين لا تدفعهم دوافع الرغبة الصادقة في إقامة صرح الإسلام في تلك البقاع، يؤدون عملا وظيفياً رتيباً يظهر تلك المراكز بمظهر باهت هزيل عاجز عن القيام بواجب الدعوة إلى هذا الدين القيم، ومن ثم لا تجد تلك المراكز أثرا فعالا في مجال الدعوة إلى الله، وتصحيح العقائد، والكشف عن حقائق الإسلام بما يرد كيد أعدائه، ويواجه الدعوات الزائفة والمبادئ الهدامة التي تحاول تحطيم الإسلام بأساليب متنوعة مثل الدعوة إلى: النوبية، والإليجية، والأحمدية (أو القديانية) والشيوعية، فضلا عن التخطيط اليهودي المقنع، والتبشير النصراني السافر. ومن ثم انتشرت تلك الدعوات الزائغة انتشارا له أثره الخارجي، بحيث أحاطت بالمسلمين في تلك المناطق، بل وتسربت إلى كثير منهم، وملأت عليهم حياتهم فاعتنقها بعضهم اعتناقا كليا، فبقي على إسلامه اسما وتجرد منه فعلا واعتنقها بعضهم اعتناقا جزئيا. وخلطها بما عرف من اليسير من الإسلام فشوه ولبّس به بصيص الحق الذي لديه.