وقبل أيام قليلة، والدماء لم تجف من أحيائك، والنار لم تخمد في صروحك، والدمار لم يجرف من شوارعك.. انطلق مذيع (كبير) يبشر السائحين باستتباب الأمن، ويحاول اجتذابهم إلى مصايفك، فلم يجد أروع من الفواحش يزيّنها لهم ففي مكان كذا حفلة راقصة حتى الفجر وفي قرية كذا سيجري انتخاب ملكة للجمال. وو..وما إلى ذلك من دعوات شيطانية، لم يخجل من ترديدها وهو يعلم من أعماق قلبه أنك ولبنان كله تعيشين في ظلال الرعب والموت.
فانظري وفكري وتأملي يا بيروت.. هل ترين أي تبدل بين موقفك اليوم وموقفك أمس!.. ألست مستمرة في طريق الضلال حتى وأنت تقاسين أنواع النكال..!!
لقد نسي حكامك، ومتزعموك ومترفوك أنهم مخلوقون لله، وأنهم مسئولون أمام الله، وأن السبيل الوحيدة لاستبقاء النعم ولسلام الحياة لا يكون إلا بالتزام القيم الفاضلة التي يحبها الله.. وسكت السواد الأعظم من بنيك عن هذا الانحدار الذي يتدافع فيه الكبار، بل سلكوا وراءهم مزالقهم.. فكان عين العدالة أن تستقبلي عقاب الله، الذي تصطلين اليوم لظاه..
يا أخت سدوم وبومبي ...
لقد رضيت أن تكوني معبر التخريب الخلقي، الذي تصدره مخابر الفكر اليهودي إلى هذا الشرق.. فكل دعوة للإلحاد فعن طريقك، وكل ثورة بالفضيلة فمن صحفك.. وكل هجوم على تراث النبوة فمصدره الأقلام الملوثة، التي اتخذت منك منطلقا ومقرا.
ولقد استشرى فيك وفي ما حولك هذا الوباء، فلم تتورعي أن ترفعي إلى مجالس السلطة العليا مُصَدّري الحشيش الذين استطاعوا أن يرفعوا لك أكبر اللافتات العالمية في أسواق هذه التجارة الشيطانية.. ولم تستثني من هذه المناصب صعاليك الوجودية، الذين يؤثرون التشرد الجنسي على اللقاء الشرعي، ثم لا يتهيبون أن يجهروا بذلك على صفحات الصحف، فيعلن بعضهم بكل فخر، أنه لم يتزوج بعد، ولكنه يتخذ صديقة على طريقة سارتر وبوفوار..