للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِمَنِ اهْتَدَى} تعليل للأمر بالإعراض ووعيد شديد لهم. وإنما كرر {هُوَ أَعْلَمُ} لزيادة التقرير والإيذان بكمال تباين المعلومين.

المعنى الإجمالي:

وكثير من الملائكة الذين هم عباد مكرمون لا يستطيعون أن يطلبوا أن يخفف العذاب عن أحد إلا إذا رضي الله عمن يشفع فيه وأذن للشافع في الشفاعة مع أنه لا يرضى إلا عن أهل التوحيد.

إن هؤلاء الجاحدين للبعث ليصفون الملائكة الذين هم عند الرحمن بصفات الإناث فيقولون هم بنات الله. والحال أنه لا علم لهم بهذا الاسم الذي يطلقونه، فإنهم لم يشهدوا خلقهم، ولم يبصروا أجسامهم.

ما ينقادون إلا للخواطر الشيطانية، وإن الخواطر الشيطانية لا تكون سبيلا للصدق. وإذا كانوا بهذه المثابة فلا تقتل نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا، فإن دأبهم الإعراض، وديدنهم البعد عن مصدر الخير والشرف. وليست لهم أهداف نبيلة، ولا مثل عليا. وإنما همهم بطونهم وما يدور حولها.

هذا الذي وصفناهم به هو منتهى علمهم، وغاية معارفهم، وسيجدون عاقبة كفرهم خزياً ووبالا.. وستجد عاقبة صبرك نصراً وعزا، لأن ربك لا يعزب عنه أحوالهم الخبيثة، ولا يضيع عنده صبرك الجميل.

ما ترشد إليه الآيات:

١_ إقناط الكفار من شفاعة أصنامهم.

٢_ لا شفاعة إلا في أهل التوحيد.

٣_ لابد للشافع من سبق الإذن.

٤_ تسمية الملائكة بنات الله من الرجم بالغيب.

٥_ الرمي بالظنون لا يكون علماً.

٦_ الأمر بالصبر عليهم.

٧_ الوعيد الشديد لهم.