أما تلمذته لأستاذه أبي هريرة فإنها مما لا يختلف العلماء والمحدثون فيه فقد اتصل بأبي هريرة ولزمه للأخذ عنه، وتزوج ابنته وكان أبو هريرة أحفظ الصحابة للسنة لأنه كان لا يشغله عن صحبة رسول الله من عمل ولا تجارة كغيره من المهاجرين والأنصار، وله في ذلك أخبار مشهورة نجتزئ بالإشارة إليها، وقاتل الله الملحدين وأجراء المستشرقين الذين حاولوا صرف المسلمين عن دينهم بالطعن في هذا الصحابي العظيم، فإنه متى أصيب فقد أصيبت السنة التي هي ركن الإسلام، وهيهات فالله متم نوره ولو كره الكافرون.
وفي تاريخ سعيد أنه اتصل بأسماء بنت أبي بكر فعرف منها تأويل الأحلام، وكانت تعرفها من أبيها الصديق الذي زكاه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العلم الذي يدل على صفاء الذهن، وإشراق القلب، وكذلك كان أبو بكر وسترى ما يؤيد معرفة ابن المسيب بالتعبير بعد قليل.