جـ- إذا درسنا ما نسب إليهم من خلاف، أو غلط، على الأساس المتقدم اضطررنا أو هدينا إلى رد أكثره، وما يتبقى منها فهو قليل جدا...وهذا القليل إذا درسناه دراسة استبطانية ألفيناه قائما على الاجتهاد في طلب الأفضل، والأرضى لله...والمجتهد إما مصيب فله أجران، أو مخطئ فله أجر واحد.
د-يجب ألا يغيب عن البال أن الخطأ الاجتهادي الذي لم يخل منه تاريخ الصحابة -ومن الطبعي ألا يخلو منه- والذي بولغ في روايته لنا على شكل فتن وزعازع إذا قيس بفضائلهم بدا شيئا يسيرا لا يكاد يستحق الذكر، على أنهم ليسوا بالمعصومين والله سبحانه لم يتعبدنا بأفعالهم، ولسنا ملزمين باتباعها إلا من خلال الكتاب والسنة، اللذين هما مصدرا الدين [٣٠] وهما المقياس الذي نقيس به كل ما عداهما من أقوال البشر وأفعالهم، فما وافقهما قبلناه، وما خالفهما فارقناه إليهما...
وعلى كل حال فحسن الظن بالأصحاب واجب، والاعتقاد بعدالتهم يستلزمه الدين، والبحث العلمي الدقيق.
هذه المنطلقات أرى أن تراعى حين ندرس ما يتعلق من التاريخ الإسلامي بهذه الفئة، خير الناس بعد الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) ، عسى أن تكتب لنا الإصابة والسلامة.
نظرة إلى تقسيم العصور التاريخية:
من المنافذ التي نفذت إلينا من خلالها وجهة نظر الغرب في تفسير تاريخنا، تقسيم العصور التاريخية المنقول عن المؤرخين الغربيين.
وغير خاف، أن هؤلاء المؤرخين، ومن نحا نحوهم، قد درجوا على تقسيم العصور التاريخية إلى ثلاثة أو أربعة هي:
١-العصور القديمة:
وتبدأ باختراع الكتابة قبل الميلاد بنحو خمسة وأربعين قرنا [٣١] ، وتنتهي بسقوط الإمبراطورية الرومانية على أيدي البرابرة سنة ٤٧٦مـ.
٢-العصور الوسطى:
وتبدأ سنة ٤٧٦مـ، وتنتهي بفتح القسطنطينية سنة ١٤٥٣مـ، أو باكتشاف العالم الجديد سنة ١٤٩٢مـ.