وتبدأ بنهاية العصور الوسطى، وتستمر حتى أيامنا هذه، وبعضهم يقسم العصور الحديثة إلى قسمين، الأول يدعى العصور الحديثة وتبدأ بنهاية العصور الوسطى حتى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، والثاني يدعى التاريخ المعاصر، ويبدأ من مطلع القرن التاسع عشر حتى أيامنا هذه.
ويعتبر المؤرخون الغربيون، ومن تابعهم من الشرقيين العصور الوسطى عصور ظلمات وجهالة وتأخر، حتى أضحت مثلا شرودا في ذلك، فإذا ما أريد غمز شيء أو عيبه قيل فيه: "أنه من بضاعة القرون الوسطى)) وإذا دققنا النظر في هذا التقسيم ألفيناه قائما على نظرة غربية بحتة، وإذا صلح فإنما يصلح لتاريخ الغرب دون التاريخ الإسلامي، ومن الظلم لحقائق العلم والتاريخ أن نعممه على التاريخ الإسلامي، ألم تر أن الإسلام قد ظهر، وأدى رسالته العظمية في هداية البشرية، وتمدينها، وآتى حضارته الفذة خلال الحقبة التي يدعونها بالقرون الوسطى، والتي ينعتونها بالنعوت المنافية تماما لما كانت عليه الحياة الإسلامية، وإن كانت مناسبة لما كانت عليه حياتهم هم.
ومن هنا بات من الواجب أن يعاد النظر في هذا التقسيم على أساس ((أكثر علمية)) وأكثر إنصافا للحقائق التاريخية، وأن يعطى الوجود التاريخي الإسلامي مكانه الطبعي الحق في التاريخ، وحين نعمد إلى تقسيم التاريخ الإسلامي ينبغي أن نبني هذا التقسيم على المراحل التي اجتازها هذا التاريخ نفسه، لا على المراحل التي مر بها تاريخ غيره، وهو التاريخ الغربي.
وقد ألفت لجنة إسلامية [٣٢] لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي وفق مقتضيات العقيدة ومعطياتها، واقترحت تقسيم بحث التاريخ الإسلامي إلى خمس مراحل هي:
١-مقدمات التاريخ الإسلامي.
٢-التاريخ الإسلامي على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.