ولا شك أن لهذا الاقتراح وجاهته ومسوغاته، وإذا كان فيه من مآخذ فإن التنفيذ الواجب على الجميع يكشفها، ويساعد على تداركها وإصلاحها..
نظرة في مصطلح ((التاريخ الإسلامي)) .
هذا المصطلح هو مصطلح جديد، يطلق على الحقبة التاريخية التي تبدأ بظهور الإسلام وتنتهي سنة ١٥١٧مـ، وهي السنة التي اجتمعت فيها سورية ومصر وما إليهما مع البلاد الإسلامية الأخرى التي كانت تابعة للدول الإسلامية العثمانية بمساعي السلطان سليم الأول [٣٣] .
وهذا الاصطلاح ليس مسلما، بل هو موضع مناقشة، ومجال شك، ولنا أن نتساءل متى يجوز لنا أن نصف تاريخا ما بأنه إسلامي أو غير إسلامي.
ولعله من الواجب، ومن الدقة العلمية أن نقول في تاريخ ما أنه إسلامي عندما يكون ناس هذا التاريخ مسلمين، وعندما تكون الاعتبارات الإسلامية هي المهيمنة عليهم، وعندما يكون النظام العام الذي يعيشون في ظله، ويمنحونه ولاءهم عائدا إلى الإسلام، ومشتقا منه، وعندما يكون انتماؤهم –حين تترك لهم الحرية- انتماء إسلاميا...
وهذه الشروط ما تزال متوفرة في تاريخنا حتى يوم الناس هذا، فبرغم جميع المخططات والجهود التي بذلت، ومازالت تبذل لتغيير الواقع، فإن المسلمين ما انفكوا مسلمين عقيدة وانتماءا، أملا وألما وولاء، وإن لم يكونوا من الناحية التطبيقية سواء، وكما ينبغي أن يكونوا.