وليست الدعوة إلى أقلمة اللغة في البلاد العربية نفسها باستعمال العامية مكان الفصحى في نطاق الأدب إلا وجها من هذه المعارك التي لم تخمد.. وهكذا القول في الدعوة إلى تيسير القواعد بمسخها، وتغيير المألوف على القرون من مصطلحاتها إنما هو واحد من عشرات الذرائع لقطع صلة الأجيال العربية بماضيها المشرق كي تجد نفسها أخيرا كفقاع القاع لا يربطها بأصولها رباط من تفكير أو تصور أو منهاج.. ومثل هذا وذاك ما تثيره عصائب المضللين من المتنكرين لقيم العربية من حملات تستهدف تشويه الأدب العربي، والتهوين من شأنه بإزاء الآداب الأجنبية، التي لا ينفكون يضخمونها بمختلف وسائل التضخيم والتعظيم...