كنت مكبا على كتابة هذا البحث عندما سمعت من الإذاعات أنباء الخطوات الجديدة التي شرعت بها هذه المملكة الغالية في طريق التصنيع، الذي قررت أن تقيمه على أرقى الأصول التكنولوجية.. وقد عودتنا هذه المملكة أن للكلمة عندها مضمونها العملي الحتم.. ومعنى هذا أننا بإزاء مرحلة تحولية هامة لا مفر من أن تؤثر على الكثير من جوانب الحياة في هذا المجتمع ... وهي إما أن تنطلق على عفويتها فلا تستقيم على الجادة، فتجر الخير مع الشر، وتعمل في الهدم والبناء على غير هدى.. وإما أن يرسم لها المخطط السليم فتكون مسيرتها على هديه بحيث تكون خيرا لا شر معه إن شاء الله.. ولكن ... من الذي سيضع للغد القريب هذا التخطيط النجيب!..
إن المرحلة التاريخية القادمة ستحمل في طواياها مصانع ومعامل وفيوضا من الإنتاج الراقي ... فمن الذي سيضع لهذه المصانع نظمها الاجتماعية؟.. ومن الذي سيمد منتجاتها بالمسميات العربية المحكمة!..
ليسمح قراء هذا البحث أن أذكرهم بظاهرة يمرون بها كل يوم، بل لعلهم منفعلون بها كما ينفعل بها جمهور الشعب دون تمييز بين جاهل وعالم.