للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السيارة التي نستخدمها في مختلف الحاجات وعلى مختلف الأحجام والأشكال كان معقولا أن تستعمل أسماؤها النوعية المميزة بين صنف وصنف، وكذلك من حقها أن نستعمل مسميات أجزائها كما وردت من مصانعها، لأننا مضطرون أبدا إلى استيراد هذه الأجزاء فلا سبيل إلى طلبها من مصانعها بأسماء معربة كحجرة التبخير وشمعة الاشتعال والكابح، وأنبوب التصريف والمكبس ومحور المحرك ... وما إلى ذلك من عشرات الأسماء التي لا يفهمها أحد غيرنا ... فطبيعي إذن أن تظل أسماؤها الأعجمية على ألسنتنا وفي حوانيتنا، ريثما تقوم مصانعنا بإنتاجها فنصنع لها الاسم الملائم ونصدرها للخارج مميزة به ... ولكن هناك أشياء لا يحسن بنا أن نستبقيها على أصولها الأعجمية لأنها من حاجات الجمهور كله لا المستوردين وحدهم، ومع ذلك فنحن نقول ونسمع في مختلف المناسبات أسماء الكَفَر والبنشر والوايت والوانيت والتكسي والباص والأتوبيس وما إلى ذلك من مسميات لسنا ملزمين باجترارها مع وجود أجمل منها وأدلّ على وظيفتها في الكلام العربي، كالعجلات وإصلاح العجلات والتنفيس والصهريج والشاحنة الكبيرة والشاحنة الصغيرة وسيارة الأجرة والحافلة ونصف الحافلة.. وهلم جرا ... حتى في نطاق الحاجات اليومية والمحلية التي لا علاقة لها بالاستيراد يقلد بعضنا بعضا في تسميتها، كالبتر والماصة والكنبة والطبلة وعشرات المسميات، وأجمل منها وأدل وأخف العمود والركيزة والمنضدة والأريكة والبيان.. ولكن من المسئول عن وقف هذه الفوضى.. وما السبيل إلى التنظيم الذي يضع الاستعمالات الصحيحة تحت تصرف الجمهور!..

الحكمة ضالتنا: