للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهكذا الأمر بالنسبة إلى سائر النظريات الواغلة علينا من هنا وهناك وهنالك.. وقد أحالت مناهجنا معرضا للتناقض الذي من حقه أن يمزق نفس الطالب بين مختلف الاتجاهات... ولا مندوحة هنا عن التذكير بأننا لا نريد بكلامنا هذا أن ندعو إلى وضع الحجر على الفكر الإسلامي بحيث نقطعه عن خبرات الأمم في هذا أو ذاك من التخصصات، بل إننا لندعو إلى الانتفاع بكل ذلك عملا بالحكمة القائلة: خذوا الحكمة من أي وعاء خرجت لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها، ولكننا نريد أن تكون دراستنا لتجارب الآخرين في مثل هذه القضايا محاولة لإغناء روافدها الأصيلة في تراثنا العريق.

وبذلك نصون شخصيتنا المتميزة من الذوبان الذي يسوقنا إليه بكل وسائل الإغراء أولئك الخارجون على قيمنا من المبهورين بأضواء الأعداء.. وبذلك أيضا نعيد للغتنا المقدسة إشراقها وعزها، إذ نستغني بمصطلحاتها الجميلة المبنية عن رموز اللغات الأخرى التي نلوكها دون أن نعرف الأصول البعيدة من مدلولاتها اللغوية، التي كثيرا ما تعود إلى لغة بائدة يريد أصحاب هذه النظريات الغربية استبقاءها في دائرة الحياة.

السبيل إلى التصحيح:

لقد حاولت فيما أسلفت من حديث أن أوجز واقع العربية وما يحيق بها من أخطار، وما تتعرض له من مضار لابد لها إذا استمرت في سبيلها من أن تترك جراحا عميقة في قلبها قد يتعذر شفاؤها منها فيما بعد.