من الزملاء الأفاضل قد سمع ما سمعت قليل من تشمير باكستان لنشر العربية، بل لمضاعفة العناية بها في مدارسها.. وفي الجامعة الإسلامية اليوم بعثة رسمية من أساتذة المدارس الباكستانية أوفدت للتدريب عليها والتمرس بنطقها وتعليمها فما الذي يمنع العرب أن يقابلوا باكستان وغيرها في وسط الطريق فيرسلوا إليها بعثاتهم لتعليم عربيتهم على مستوى أكثر جدوى وأعم نفعا!..
إن الحكومات العربية مسئولة عن هذا الواجب ولكن للجامعة العربية أيضا مسئولياتها نحوه، وإذا كان هذا حقا بالنسبة إلى سائر الجامعات العربية في كل بلد عربي فهو أحق بالنسبة إلى جامعات المملكة الغالية التي شاء الله أن يأتمنها على مقدسات الإسلام.. الذي لا يمكن فصله عن لغة القرآن..
ولعل من بواعث التفكير الجدي في هذا الجانب من البحث أن أعرض لأعين الزملاء خلاصة رسالة تسلمتها قبيل أيام.. إنها من أستاذ يتولى تدريس العلوم العربية في معهد حكومي بساهي وال الباكستانية، ويريد الاستزادة من هذه المادة، لذلك يريد مني أن أتخذه تلميذا بالمراسلة لتحقيق متمناه الذي يعتبره منة وفضلا.. أظن من حق هذه الكلمات أن تحرك عواطفنا نحو هؤلاء الإخوة فنوفد إليهم من يروي ظمأهم إلى لغة القرآن، مما لا يمكن تأمينه عن طريق المراسلة إلا عند متفرغ لا يشغله شاغل عن هذا الواجب، أو عن طريق برنامج خاص لتعليم هذه اللغة على الهواء كما تفعل إذاعة لندن في برنامجها المعروف لتعليم الإنجليزية، وهو أقل ما يجب ابتداء على وزارات المعارف في كل دول العرب.
أدبنا.. ما هو؟ وكيف يجب أن يكون؟
وكما أن الفرد لا يتصور له وجود خارج نطاق الجماعة، كذلك اللغة، بدأ من الكلمة المفردة إلى النصوص المختلفة، لا وجود لها منفصلة عن الصياغة الأدبية، لأننا بالأدب الأصيل نتعلم ونعلم طريقة البناء الفني للكلمة، وبالأدب نعين مدلولاتها المختلفة حسب موقعها في ثنايا التعبير.