لأن اللغة أشبه بالكيان الحي، كل تغيير في تركيبه الطبيعي قاتل له أو مشوه، غير إن التزام الأصول لا يمنع تطوير وسائل الصيانة لصحة هذا الكيان، ولتوسيع دائرة نشاطه.. تماما كما نعامل الجسم إذ نحصنه من السوء بكل المبتكرات الصحية ولكن دون أن نحاول إحداث أي تغيير في تركيبه الطبيعي...
وهذا يقتضي أمورا أهمها:
١) الانتفاع بأحدث الوسائل الفنية التي توّصل إليها ذوو الخبرات العالمية في تعليم اللغات، كالمسجلات الفردية، والمعامل الجماعية، ومختلف وسائل الإيضاح العملي.
٢) إعداد المدرس الخبير باللغة والنفس، المحب لمهنته، القادر على الاستفادة من تجاربه اليومية.
٣) عقد مؤتمرات دورية يشهدها المدرسون المتفوقون لإعطاء زبدة تجاربهم وتعميم ما يتفق عليه بشأنها على المدارس والمعاهد في نشرات صالحة.
٤) تمكين سلطان العربية من سائر مواد الدراسة، فلا يسمح لمدرس أي مادة باستعمال لغته السوقية أو الملحونة أثناء الدرس، ولا يقبل من الطالب سؤال ولا جواب بغير اللغة الصحيحة.
٥) توجيه عناية خاصة لطالبي العربية من غير العرب، بحيث تقدم إليهم في كتب تعتمد الإيضاح بكل الوسائل المعقولة ويراعى فيها التدرج من الأسهل إلى الأصعب، مع العناية الكبيرة بجمال المظهر وأناقة الطبع.
٦) بناء مناهج المعاهد الخاصة بتعليم العربية للأعاجم على أساسين:
الأول: تصحيح مخارج الحروف وضبط الألفاظ ومراعاة التركيب العربي.
الثاني: العناية بالقصة في تزويد الطلاب بالمفردات العربية، على أن لا يقل مجموع الكلمات التي يجب عليهم حفظها وإتقان استعمالها عن خمسمائة كلمة خلال العام الدراسي الواحد.
٧) العناية بتزويد الفصول بالكتب الملائمة لمستويات الطلاب وبخاصة القصص الموجهة على أن يلزم الطالب قراءة عدد منها، وتلخيصها وبيان قيمتها شفهيا وكتابيا.