للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨) وأخيرا إعطاء العربية مثل ما تعطى الأجنبية اليوم من العناية على الأقل.. وعدم تمكين أي مادة من الحيف عليها.

مخطط نبوي ضد الجهل:

وبحث في العربية وحقوقها سيظل أبتر، إذا أغفل الإشارة إلى موضوع ما يسمونه بمكافحة الأمية، ويحاول بعض المعنيين به تهذيب عنوانه باسم: تعليم الكبار، ومهما تختلف الأسماء في هذا الشأن فالمقطوع به أن الإسلام أول مكافح للأمية خلال التاريخ.

ولا غرابة فهو دين العلم الذي يعتبر اعتناق أي إنسان له هجرة من الجهل إلى المعرفة، ومن الظلمات إلى النور، وحسبه سموا أن أول آياته النازلة في حراء على قلب محمد صلى الله عليه وسلم كانت تبشيرا بالعلم وتنويها إلهيا بفضل القراءة والكتابة.

ولقد كانت أولى حملات الإسلام على الأمية في أعقاب غزوة بدر لما جعل رسول الله فداء الأسير الكاتب من المشركين تعليم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة ... ثم جاءت المرحلة التالية يوم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين وكان من خطبته تلك قوله: "والله ليعلمنّ قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة.."، وعلم الأشعريون وهم المتعلمون أنهم المقصودون بالإنذار، فجاءوا رسول الله يسألونه المهلة، فأمهلهم سنة ليحققوا واجبهم في تعليم جيرانهم من جفاة الأعراب [٤] ، وكان ذلك تشريعا نبويا بإيجاب التعليم والتعلم على كل قادر كضرب من التكافل الاجتماعي الذي يستهدف رفع سوية الكافة إلى المستوى اللائق بالإنسان المسلم، وهي سابقة عظيمة تعطي ولي أمر المسلم حق تحويلها إلى قانون يلزم كل خريج في الجامعة مثلا ألا يتولى عملا إلا بعد أن يقدم البرهان على أنه استنقذ واحدا على الأقل من ظلمات الجهل، ويلزم كل جاهل أن يقبل على التعلم تحت طائلة العقوبة.

سلاح ذو حدين: