للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن ذوي الفكر الشرير قابضون على ناصية الإعلام وفنونه المغرية في كل مكان، وقد أعدوا لكل مستوى عقلي ما يلاءمه من هاتيك الوسائل.. تساعد على تحقيق أغراضهم الطاقات الهائلة الموضوعة تحت تصرفهم من دول الإلحاد ومنظمات الإفساد، على حين لا يكاد الفكر البناء المؤمن يجد سبيله إلى الظهور إلا في أردأ المظاهر.. لأنه في الغالب مجهود أفراد فقراء لا مدد لهم ولا عُدد، فإذا نحن في عالمنا الإسلامي نجحنا في القضاء على الأمية، وسننجح بمشيئة الله فماذا أعددنا لاستقبال هذه الجماهير التي ستكون مستعدة لالتهام كل ما تقع عليه من مطبوعات تلاءم مستواها الفكري؟

ذلك هو السؤال الذي يجب على كل ذي غيرة على عروبته ودينه أن يطرحه على نفسه، وأن يفكر بجوابه الأفضل، ومن أجل أن يكون نجاحنا صحيحا في هذا الميدان لابد لنا من تهيئة الغذاء الفكري الصالح لبنية هؤلاء الوافدين حديثا إلى مائدة المعرفة..

قبل أن يخرج الله تبارك وتعالى الإنسان إلى هذه الدنيا أعدها لاستقباله بكل ما يساعده على بناء المدنيات، فلما أطل عليها وجد كل شيء على أتم الاستعداد لمساعدته على مهمته في إعمار الأرض، وعلينا نحن أن نتعلم من هذه السنن الإلهية كيف نهيئ الضرورات الأساسية لذلك الجيل الذي فتحنا أعينه على عالم القلم.. وهذا يقتضي في مفهومي أن يجد مادة القراءة الصالحة لتحسين واقعه النفسي، صحفا تقدم له وجباته الأولية من الثقافة الصحيحة، وكتبا تتدرج معه في مختلف المستويات، قصة ومقالة وبحثا ... ثم تخصيصه ببرامج من الإذاعة اليومية مسموعة ومرئية، تأخذ بيده في طريق التطور الصاعد.. ولا حاجة إلى التذكير بأن ذلك كله يجب أن يستمد من معين الإسلام، في أساليب مبسطة من البيان العربي السليم..