وغير خاف: من هو الشخص الذي يوكل إليه أمر الدعاة؛ إنه لابد أن يكون داعية في الأساس أو فيه روح الداعية، من حب الدين والرغبة في العمل به، على أن يكون الداعية للدعوة فقط لا للعمل في أي مجال آخر سوى الدعوة نفسها، وبكل الإمكانات المتوفرة للداعي دون تعويق أو تثبيط ودون تهاون أو تجاهل.
ب- وضع خطة عمل للدعاة..
وسواء وضعت هذه الخطة في مكتب ((الملحق الديني)) أو غيره، فالهدف منها ينبغي أن يكون واضحا، وهو تغطية الدولة كلها بالمبعوثين حسب الجدول الزمني للخطة؛ بحيث يتحرك الدعاة في كل ركن، ويلتقوا بجميع الناس، ويناقشوا كل مثقف أو داعية مسيحي أو وثني، ويتصدوا لأرباب المذاهب الضالة التي تجد صيدها في البلاد ذات الأقليات الإسلامية، وينبغي أن يكون ارتياد المساجد خاضعا لجدول زمني وموضوعي كذلك؛ بحيث لا تتكرر الموضوعات العامة التي يعالجها كل داعية لا يقدّر المسئولية، ولا يحمل نفسه على الاطلاع وبذل الجهد في الاستزادة من العلم، ويخرج إلى الناس وهو أشبه بالطبل الأجوف، بل ينبغي أن يسمع الناس اليوم ما لم يسمعوا بالأمس، وأن يكون حديث الدعاة حديثا في قلب الدين وجوهر أحكامه، لا في ترديد شعارات عامة مجردة يحسنها كل من له ثقافة ضحلة ولم يتلق قسطا وافرا من علوم الدين.
وبهذا يعتبر الدعاة مسئولين عن هذه الرعية التي تبحث عما يحييها من هدى الله وشرعه، فهناك للأسف الشديد مناطق واسعة تقع على الحدود المشتركة لمختلف الدول لم تبلغها الدعوة إلى الآن! ولا يزالون عاكفين على الأصنام أو عبادة الأنهار أو الأشجار، أو تقديس الكواكب والنجوم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!