قال ابن إسحاق: فأتى آت إلى أبي بكر وعمر فقال: إن هذا الحي مع سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، قد انحازوا إليه فإن كان لكم بأمر الناس حاجة فأدركوا الناس قبل أن يتفاقم أمرهم.
قال عمر: فقلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار حتى ننظر ما هم عليه ١. لقد كان هناك من الصحابة من يرى أن المهاجرين هم أولى الناس باختيار الخليفة، ومن ثم كان يكفيهم أن يرسلوا إلى إخوانهم الأنصار ليأتوا إليهم للتشاور في هذا الأمر الخطر لكن تجرد الصحابة وإخلاصهم لله سبحانه أملا عليهم إلا أن يتجاوزوا هذه الاعتبارات التي يلتصق بها كثير من الناس، وإلا أن يرتفعوا إلى أعلى درجات السمو والتواضع والحرص على جمع كلمة المسلمين، فقام المهاجرون ومشوا إلى إخوانهم الأنصار، في سقيفة بني ساعدة.. وفي الطريق يلتقي المهاجرون بمعن بن عدي وعويم بن ساعدة الأنصاريين فيقولان لهم: إلى أين يا معشر المهاجرين؟ فيجيب عمر: نريد إخواننا هؤلاء الأنصار. فيقولان لهم: لا عليكم ألا تقربوهم، وقضوا أمركم يا معشر المهاجرين.
لقد كان هذان الأنصاريان - رضي الله تعالى عنهما - ممن يرون أن المهاجرين هم أولى الناس باختيار الخليفة، ولا حرج عليهم فيما لو نفروا في البت في هذا الأمر، ولم يأتوا الأنصار. لكن المهاجرين أرادوا أن يكون الأمر عن إجماع من الصحابة كلهم - رضي الله تعالى عنهم - ولذلك سعوا إلى السقيفة حيث الأنصار.