للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وظهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينص على الخلافة عينا لأحد من الناس لا لأبي بكر كما قد زعمه طائفة من أهل السنة، ولا لعلي كما تقوله طائفة من الرافضة، ولكن أشار إشارة قوية ليفهمها كل ذي لب وعقل إلى الصديق [١٦] .

تحديد علي للبيعة لأبي بكر مرة ثانية رضي الله عنهما:

حدثت بعض الملابسات، دفعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأن يرى أن الحكمة ومصلحة الأمة تقضي بأن يجدد بيعته لأبي بكر الصديق رضي الله عنه مرة ثانية وذلك بعد وفاة وزوجته فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله وأرضاها.

وقد أشار ابن كثير - رحمه الله - إلى هذه الملابسات فقال: ولكن لما حصل من فاطمة- رضي الله عنها- عتب على الصديق، بسبب ما كانت متوهمة من أنها تستحق ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تعلم بما أخبرها به أبو بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: "لا نورث ما تركناه صدقة "فحجبها وغيرها من أزواجه ومنهم عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنها - وكذلك عمه عن الميراث بهذا النص الصريح فسألته أن ينظر علي في صدقة الأرض التي بخيبر وفدك، فلم يجبها إلى ذلك لأنه رأى أن حقا عليه أن يقوم في جميع ما كان يتولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق البار الراشد التابع للحق رضي الله عنه فحصل لها وهي امرأة من البشر ليست براجية العصمة عتب وتغضب، ولم يتكلم الصديق حتى ماتت، واحتاج علي أن يراعي خاطرها بعض الشيء فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم رأي علي أن يجدد البيعة مع أبي بكر صلى الله عليه وسلم مع ما تقدم له من البيعة قبل دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم [١٧] .