للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالرقابة عليه ذاتية من ضمير الفرد، والرجاء منه ثواب من عند الله، والعاقبة في تجاهله غضب من الخالق، أو عقوبة من المخلوق.

وهذه كلها ثمرة من ثمرات تربية الضمير الديني عند الفرد، حيث يجد في طاعة الله متعة، وفي امتثال أوامر عباده، وفي الحرص على مرضاته غاية ورسالة.

غير أن الإسلام - بواقعيته التي أهلته للبقاء، وفطرته التي هيأته للحياة، وبساطته التي يسرته للخلود -: لا يفترض في الناس أن يكونوا ملائكة ولا يطلب منهم أن يكونوا معصومين ولا يريد منهم أن يصبحوا نورانيين.

بل إنه افترض فيهم الخطيئة فحثهم على التوبة، وتوقع منهم الذنب فكتب لهم المغفرة، وانتظر منهم الزلل فخلق فيهم الندم.

وقد خلق الله في لناس الخير والشر، وعرض عليهم الصواب والخطأ، ويسرهم للطاعة والمعصية.

فلما طلب الله منهم الخير أعانهم عليه بالتشريع، ولما توخى منهم الصواب يسره لهم بالعقل، ولما أمرهم بالطاعة حببها عليهم بالثواب. وجعل من وراء ذلك كله سياجا يعصم الناس من الشذوذ، ووسيلة تقي الأفراد من الانحراف، ونظاما يسهل للمجموعة البشرية مهمة التعاون على البر والتقوى. فكان أن شرع الله للناس الوسائل الفعالة، والطرق المرسومة لتنفيذ شريعته، وإصلاح عباده.

أراد بها أن يجبر صغار النفوس أن يكونوا كبارا، وأن ييسر لضعاف الإرادة أن يكونوا أقوياء، وأن يخطط لعبيد الشهوة أن يكونوا أفاضل.

فما هي تلك الوسائل؟

وسائل الدين لتنفيذ تحريم الخمر: