(١) كتاتيب أولية: وكان يتعلم الأطفال فيها مبادئ القراءة والكتابة ويحفظون القرآن ويجودونه وكذلك يتعلمون مبادئ الفقه والحديث والتفسير وأوليات الحساب.
(٢) كتاتيب ثقافية: وقد أنشئت لتعليم الأطفال والشبان علوم اللغة والآداب وكانوا يتوسعون في دراسة العلوم الشرعية وسائر صنوف العلم والمعرفة بصفة عامة.
أهداف الكتاتيب ومناهجها وبرامجها:
يبدو أن الفكرة الأولى من إنشاء الكتاتيب في صدر الإسلام كانت لتعليم الأطفال أوليات القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن كله أو بعضه. فلما انتظمت شئون الدولة الإسلامية في عهد بني أمية عنى الناس عناية شديدة بهذه الكتاتيب لتخريج طبقة من الكتاب ومستخدمي الدولة وموظفيها ورجال الأعمال خارج وداخل الدولة. وما أن جاء القرن الثاني الهجري حتى كانت الكتاتيب قد انتظمت شئونها وصار لها برامج ومناهج تطبق في كتاتيب الصبيان "البنين" وأخرى في كتاتيب "البنات" وكانت هذه الكتاتيب بوجه عام تسير وفق أنماط ثلاثة من النظم والبرامج تتلخص فيما يلي:
أولا: كانت الطريقة السائدة في معظم أنحاء العلم الإسلامي هي تحفيظ القرآن الكريم، بحيث يبدءون في إقراء الطفل للقرآن بجملته قراءة دارجة ثم يعمدون إلى تحفيظه إياه كله أو ما تيسر منه، وقد يبدأ المعلم بإعراب بعض آياته وتفسير بعضها بصورة مختصرة موجزة ثم يبدأ في ترتيله وتجويده ثم يعلمهم مبادئ العلوم والآداب التي تعينهم على تفهم معاني كتاب الله الكريم. أي أن المعلم كان يعني بحفظ القرآن وإعرابه من حيث الشكل ثم الاهتمام بالهجاء والإملاء والخط الحسن والقراءة الجيدة ولا يجوز أن يقرأ بالألحان، ولا يعلمهم التحبير (تحسين الصوت كالغناء) ويلزمه أن يعلمهم الوضوء والصلاة فهي أصل العبادات- فكلن منهجهم على أن القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من مالكات.