ثانيا: وأما أهل المغرب فمذهبهم الاقتصار على تعليم القرآن فقط ن ولا يخلطون فيه بسواه في شيء من مجالس تعليمهم لا من حديث ولا من فقه وال من شعر ولا من كلام العرب إلى أن يحذق فيه أو ينقطع دونه.
ثالثا: وأما أهل الأندلس فقد اهتموا بتعليم الطفل اللغة العربية والشعر والآداب حتى إذا ما برع في هذه العلوم انتقل إلى دراسة القرآن الكريم بحجة أن الطفل لا يستطيع فهم وإدراك معاني القرآن الكريم ما لم يلم بأصول اللغة العربية وآدابها. ولكن هذا الرأي مردود عليه ذلك لأنه من المتفق عليه أن الطفل يسهل عليه حفظ القرآن في السن المبكرة وربما صعب عليه ذلك في السن المتقدمة وبذلك تضيع عليه فرصة تعلم القرآن الذي هو منبع الدراسات كلها.
والرأي السائد هو ما سارت عليه معظم بلاد المسلمين في ذلك الوقت وهو الجمع بين حفظ القرآن وتلاوته وتجويده مع دراسة اللغة العربية وآدابها وقواعدها من نحو وصرف بالإضافة إلى بعض فروع المعرفة الأخرى التي توسع مدارك الطفل وتؤهله للحياة كما هو متبع حاليا في بعض معاهدنا وجامعاتنا ذات الطابع الإسلامي الأصيل.
المدارس النظامية الإسلامية
يقصد بلفظ "مدرسة "معنيان أو غرضان وهما:
المصطلح الأدبي: ويقصد به الرأي أو المذهب أو الاتجاه في فكر معين: فيقولون هؤلاء من أنصار المدرسة القديمة مثلا وهؤلاء من أتباع المدرسة الحديثة وهؤلاء من أصحاب المدرسة التقليدية (المحافظة) وهؤلاء من أنصار المدرسة المعاصرة (المتحررة) الخ أي أنه اصطلاح أدبي معنوي.
المصطلح المكاني: ويقصد به المكان المهيأ لتلقي الدروس بصورة منتظمة وفي مواعيد محددة ووفق خطة زمنية ومنهج مقرر لمرحلة معينة طبقا لأعمار الطلاب.
ويذكرنا ذلك بمطلع قصيدة الخز اعي (٢٤٦) التي كان يرثي بها آل البيت وما يلقون من تقتيل وتعذيب وما أصاب معاهد العلم والدين في ذلك الوقت حيث قال: