للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما بلغه شعر حسان رجع حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه، فلما نظر الرسول إليه قال لهم: "هذا ابن الزبعرى ومعه وجه فيه نور الإسلام"، فلما وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: السلام عليك يا رسول الله، شهدت أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، والحمد لله الذي هداني للإسلام، لقد عاديتك وأجلبت عليك، وركبت البعير والفرس ومشيت على قدمي في عداوتك، ثم هربت منك إلى نجران وأنا أريد أن لا أقرب الإسلام أبدا، ثم أردني الله منه بخير وألقاه في قلبي وحببه إلي، وذكرت ما كنت فيه من الضلالة واتباع ما لا ينفع ذا عقل من حجر يعبد ويذبح له لا يدري من يعبده ومن لا يعبده فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداك للإسلام، إن الإسلام يجب ما كان قبله"، ثم قال بعد ذلك هذه الأبيات:_

منع الرقاد بلابل وهموم

والليل معتلج الرواق بهي.

مما أتاني أن أحمد لا مني

فيه فبت كأنني محموم

إني لمعتذر إليك من الذي

أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

فاليوم آمن بالنبي محمد

قلبي ومخطئ هذه محروم.

فاغفر فدى لك والديّ كلاهما

زللي فإنك راحم مرحوم

وعليك من علم المليك علامة

نور أعز وخاتم مختوم

أعطاك بعد محبة برهانه

شرفا وبرهان الإله عظيم

ولقد شهدت بأن دينك صادق

حق وأنك في العباد جسيم

والله يشهد أن أحمد مصطفى

متقلب في الصالحات كريم