يقلقهم دعيّ إسلام يعكر عليهم صفوهم وينقل مرضه إلى صحتهم، وهكذا كانت العصا لمن عصا، وكثيرا ما كانت العصا ترياقا لمرضى كثيرين، فيصبح أمرهم كصاحب الداء يشكر بعد شقائه من سقاه الدواء المر، فيعيش مع مجتمعه الإسلامي ناعم البال ثم له عند الله حسن المآل، والآن تعطلت حدود الله في أمتنا الإسلامية فملأ المجرمون السجون، ثم يخرج منها القاتل ليقتل، وطلق سراح السارق ليسرق، لأن الرأس التي قتلت لم تقطع فبقيت لتقتل، ولأن اليد التي سرقت ما زال فيها أصابعها لتستأنف السلب من الجيب، وهكذا أمر المجرمين يتمنون أن يظلوا مساجين، ألم يهيأ لهم المأكل والمسكن والملبس فوجدوا في السجن كافة مقومات الحياة بلا مقابل، وسط أزمة اقتصادية خنقت من هم خارج السجن، فانتشر الإجرام وكثرت السرقات والاختلاسات حتى من أموال الحكومات التي تحكم بغير ما أنزل الله، وعم الانحلال من النساء والرجال، وأصبح أهل الفضيلة غرباء في حيرةأول حكم اللهله لللننن لا يدرون كيف يبقون على قيَّمهم، فليهنأ المجرمون بقوانين تدليل المجرمين والتي هدفها تحقير أهل الدين، ولقد رأيت في بعض البلاد يجمع في حي واحد المسجد والكنيسة والدعارة والخمارة، وتمتلئ الثلاثة الأخيرة بقصادها ويبقى المسجد يندر من يلجه، لو قدر لبنائه أن يتحرك لغادر مكان التحقير والإهانة، فلو نفذ حكم الله في تارك الصلاة لعظم المسجد وعادت إليه هيبته، ألم يجمع العلماء على أن يستتاب تارك الصلاة ثلاثا ثم يقتل حدا أو كفرا إن أصر على تركها ما دام قد دخل مع الله في عهد الإسلام، إنه لمن الصعب بما يدمي القلب أن نرى حتى في بلدي الحرمين المعظمين أثناء الصلاة بعض الناس يغدون ويروحون، وجموع السيارات والدراجات بأصواتها وأبواقها المزعجة تملأ الطرقات، وكأننا في مكان عادي ليس فيه كعبة ولا رسول، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.