"يا معشر اليهود. ويلكم، اتقوا الله، فو الله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا، وأني جئتكم بحق، فأسلموا فقالوا: ما نعلمه، فأعادها صلوات الله عليه ثلاثا عليهم، وهم يجيبونه كذلك، قال: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمِنا، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاش لله، ما كان ليسلم -وكررها ثلاثا وكرروا ما قالوا- قال صلى الله عليه وسلم: يا ابن سلام أخرج عليهم فخرج فقال:
يا معشر اليهود، اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق، فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "١هـ.
وفي الصحاح كلها روايات أخرى بزيادات تشهد بطبيعة اليهود، واستمساكهم بباطلهم، ودورانهم حول أنفسهم وأنانيتهم وعبادة ذواتهم، والنظر بعين المَقْتِ لسواهم"ولا أدلَّ على ذلك من حوار رسول صلوات الله وسلامه عليه لهم، وحوار الطب الحبير ابن سلام رضي الله عنه، ذلك الحوار الذي لم يثر فيم مقنعا ولا أدرك من قلوبهم موضعا، وقد لا يكون قرع منهم مسمعا، قال تعالى {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} حتى قال فيهم رب العالمين {إِنَّ شَرَّ الدَّوَاب} الآيتين [١٤] .