أ- أنه أضاف إلى المقدمات الغزلية مقدمات أخرى تحمل الأمل والاستبشار بحلول خليفة أو وزير أو أمير جديد قوي، يستطيع أن يزيح الغمة عن كاهل الأمة، ويعيد للدولة وللخلافة هيبتها وجلالها وقوتها، كما أنه أضاف أضاف أيضا مقدمات بث فيها شكواه وهمه وأحزانه، وما يكابده من أسقام، غير أنه لم يجعل ذلك منهجا مضطردا في كل قصائده، بل تجده في كثير من الأحيان يخرج عن القاعدة المتبعة عند الشعراء والمتوارثة عبر الأجيال، فيحذف المقدمة الغزلية أو غيرها، فيبدأ قصائده المديح مباشرة.
ب- أنه أضاف إلى مديحه بالمعاني الدنيوية – مديحا بالعلم والأدب، وسعة الاطلاع والثقفة وكبر العقل، واتقاد الذهن، ورقة الطبع، وبشاشة الوجه، وأيضا مديحا بالإحسان وحب الناس وغير ذلك.
ج- أن مديح الصولي بالمعاني الدينية لم يكن وقفا على المديح بالتقوى والعدل والورع وطاعة الله، بل كان يتعدرى ذلك إلى مديحه بأنه الخليفة المختار، الذي فضله الله، وأيده بنصره لينقذ دينه، وأنه عماد الدين، وعزة الإسلام، المهتدي بنوره، كما مدحة بأنه المحيي لسنن الدين، الخطيب المفوه، الذي يؤم المسلمين، ويفعل مثلما فعل النبي وخلفاؤه الراشدون، وأنه ينتسب إلى أشرف البيوتات، وأعلاها وهو البيت النبوي الشريف، كما مدح آباءه وأجداده بتوارث الشرف، وأ، الخلافة حق فيهم، جاءتهم بقدر الله..الخ.
د- أن الصولي يضمن هذه المدائح حديثا عن نفسه وع خواطره، وما مني بها لنفس، ويذكر الصلة بينه وبين الخليفة، وأنه السباق إلى مديحه بمدائح لم يقل مثلها، كما أ، هـ كان يتشرف بالجلوس في رحابه، وأن الخليفة كان يفسح له أقرب مكان وأنه نعم ببره وعطاياه كما كان الصولي يضمن هذه المدائح شكواه من الحاسدين والوشين، وشكواه من الزمن.
وقد أضاف الصولي إلى هذه العناصر – عناصر أخرى تدولت من قبل، وهي ذكر حوادث عصر الخليفة كانتصار في حرب، أو إخماد فتنة، أو القضاء على مؤامرة، وغير ذلك.