للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولنقف تعقيبنا اليوم على تفسيره (الجني) فهو يقع في ما دون الخمسين من الصفحات مقسما إلى مقدمة وتمهيد ثم التفسير، ففي المقدمة يعرض منهجه في ما سيليها من البحث ويكاد يلخص في صفحاتها الأربع أفكاره القائمة على إنكار ما أجمع عليه الثقاة من مفسري الكتاب الكريم في موضوع الجن، وما ورد من إخبارهم في سورتي الأحقاف والجن، ليؤكد ما يعتقده من أن الإسلام، وهو دين الإنسان وحده على الأرض، لا علاقة به للجن البتة، ويختم مقدمته بجملة مشكورة على أولئك المضللين من (رسميين) و (رجال دين) الذين أخذوا على عاتقهم تنفيذ مخططات أعداء الإسلام بإخضاع المفهومات الدينية لموحياتهم الشيطانية.

ومن ثم ينتقل إلى القسم الثاني حيث ينطلق في تفصيل ما أجملته المقدمة. فيقف صفحاته العشرين على محاولة إقناع القارئ بـ (اكتشافاته) التي يحسبها تحريرا للعقل المسلم من دوامة الخرافة المفسدة للتصور الصحيح. ومن ثم يخلص إلى تفسير السورة الكريمة فلا يخرج عن مضمون المقدمة والتمهيد.

ويمكن تلخيص أفكاره بالخطوط التالية:

١- أن إبليس واحد من أفراد الملائكة في الجنس، فهو مثلهم لا نسل له، ومن ثم لا تكليف عليه، وإنما كان تكليفه يوم صدر الأمر الأعلى بالسجود لآدم، فجاء تمرده عليه إعلاناً لسقوطه في الامتحان.

٢- أن الملائكة مخلوقون من النار، وما ثبت في القرآن عن خلق إبليس من النار شامل لهم بوحدة الجنس.