للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا أنه لا يرضى إلا أن يعمم حكمه فيشمل شياطين الجن، إذ يكرر ويلح على كونهم (من البشر تخفوا ويتخفون في مباشرة الشر للناس) فكلا الفريقين عنده من ذرية آدم إلا أن أحدهما ينشر فساده علانية وبالقوة ويعمد الثاني إلى الدهاليز المظلمة، يدس من خلالها سمومه المظلة. وانسياقا مع هذا الاتجاه يضطر إلى تأويل ما أورده الله على لسان الجن في قوله عز من قائل {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً} بأنه -كما أسلفنا- كناية عن إنهاء عهد الخرافة بعد نزول القرآن (إذ بعد نزوله لا يمكن أن يكون للخرافة وضع في البشرية، كما لا يمكن أن تكون هناك طبقة كطبقة الكهان تحترف بالعقيدة وتملي على الناس بدعوى علم الغيب) [٧] .