وبعبارة أدق وأوجز.. تجد فيه الأمة كل ما تحتاج إليه في حياتها العامة والخاصة والدين والدنيا.
ولقد اشتمل القرآن الكريم على ستة ألاف ومائتين وستة وثلاثين آية.. احتوت جملة وتفصيلا على العبادات والعقائد والتكاليف والأصول والأحكام والأصول، والحكام والمعاملات وعلاقات الأمم والشعوب، في السلم والحرب، وسياسة الحكم، وإقامة العدل، والعدالة الاجتماعية، والتضامن الاجتماعي، وكل ما يتصل ببناء المجتمع، ورسم شخصية المسلم الكامل خلقا وأدبا وعلما.
ومن الآيات سبعمائة وخمسون آية كونية وعلمية، احتوت أصولا وحقائق تتصل بعلوم الفلك والطبيعة، وما وراء الطبيعة والأحياء والنبات، والحيوان، وطبقات الأرض، والجنحة، والوراثة والصحة والصحة الوقائية، والتعدبن، والصناعة، والمال، والاقتصاد، وغير ذلك من المواعظ والأمثال والقصص، وشتى أمور الدين والدنيا.. ومما كان محلاً للدراسة والاستنتاج والتأصيل والبحث والتنقيب، وكان أساساً لعلوم الفقه والتفسير، والحديث والأصول، والأخلاق، والاجتماع والبلاغة والأدب، والطب واللغة، والنحو، والهندسة، والرياضيات، والطبيعة والكيمياء، وسائر أنواع الفنون التي ازدهرت في ظل الحضارة الإسلامية.
وفي القرآن الكريم كثير من الحقائق العلمية الكونية، والنواميس الطبيعية. جاءت في معرض الاستدلال على قدرة الله ووحدانيته ومن هذا قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْء..}[١٠] .
وكذلك يخبر القرآن عن وقائع ماضية طمست الدهور معالمها، وليس لأحد علم بها.. قال تعالى:{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا}[١١] .