وهو وحده القادر على تحديد علاقة المسلم بالوجود كله، وبالكون وبما يغص به هذا الكون من ناس وأشياء.
ففي باب العقيدة.. دعا إلى توحيد الله، وإفراده بالعبادة والتعظيم والتمسك بما شرع الله من أداب العبادة والفرائض.
وفي السياسة.. دعا إلى الشورى، واحترام حقوق الإنسان، والتزود بكل أسباب القوة.
وفي النظام الأخلاقي.. دعا إلى خلوص النية، ونقاء الضمير والتمسك بقيم الخير، والحق، والتزام الأداب الفردية والاجتماعية التي تسير بالإنسانية إلى الكمال والتقدم.
وفي النظام الاجتماعي.. دعا إلى الأسرة المتماسكة القائمة على ركائز المودة والرحمة، والإخلاص، والاحترام، والتعاون، والتعارف، وقيام كل راع بمسئوليته.
وفي النظام الاقتصادي.. دعا إلى تبادل المنافع، واتخاذ المال وسيلة لا غاية، واحترام الملكية الفردية.
وفي النظام التشريعي.. قام على أصول رئيسية واسعة. وقد تمثلت هذه الناحية في ثروة من الفقه الإسلامي.
وفي النظام الثقافي.. دعا إلى طلب المعرفة أيّاً كانت، واستخدام العقل في كسب المعارف.
وفي النظام الفكري.. دعا إلى استقلال الإرادة، وحرية الفكر.. ولم يقف عند هذا الحد. بل وضع القواعد الأساسية لوزن المعلومات، وتمييز صحيحها من زائفها.. فقرر أن المسائل لا تأخذ طابعاً علميا، ولا ترتقي إلى درجة حقائق إلا إذا قامت عليها بينة.
ولعل كل هذا يجعلنا ندرك.. أننا في أشد الحاجة إلى القرآن الكريم. لا لنقرأه في المناسبات والاحتفالات وعندما يموت كبير قوم.. ولا لنردده بين حين وآخر لكسب رضى عواطف بعض الناس.. وإنما نحن في حاجة إلى القرآن لنطبق ما جاء به، ونعمل بتعاليمه وتوجيهاته.. كليا وجزئيا. في جميع الشئون.