وينبغي أن تضيف إلى البيانات السابقة عن كل مرجع تقرؤه كلمة موجزة تصف فيها قدر ما تستطيع موضوع المرجع وخصائصه، وأبرز نواحي القوة ونواحي الضعف فيه وتذكر أرقام صفحات الموضوعات التي تثير اهتمام الباحث والمراجع التي اعتمد عليها ذلك المرجعُ إن وجدت.
وبعد أن تكتب ذلك كله في إضبارة المراجع تسأل الأساتذة المختصين عن ذلك المرجع وترى رأيهم فيه وتضيفه إلى ما سبق.
وفي مسألة الأساتذة المختصين عن كل مرجع تقرؤه فوائد كثيرة:
منها أنها تزيدك معلومات جديدة عن المرجع.
ومنها أن ما يقوله الأساتذة يعدُّ نقدا وتقويما لما كتبته أنت عن ذلك المرجع.
والفائدة الثالثة أنك بما يقوله الأساتذة تزداد قدرة على النقد وقدرة على التعمق فيما تقرؤه من مراجع.
وأحب أن أقول لك قبل أن أودع إضبارة المراجع إنها ليست مقصورة على مراجع بحث معين، وإنما هي عامة تفتح صدرها مدى الحياة لكل مرجع تقرؤه، فهي صديقة عمرك كله.
والآن إلى الخطوة الثالثة
٣ _ العثور على المراجع
والخطوة الثالثة على طريق البحث هي العثور على المراجع، وقبل العثور على المراجع أقول:
من الباحثين من يجعل الفرق قائما بين كلمة مصدر وكلمة مرجع، فإذا قلت في بحثك ورأي سيبويه في هذه المسألة كذا وكذا، وكنت قد نقلت ذلك من كتاب سيبويه فأنت حينئذ قد نقلت من مصدر، وإذا كنت قد نقلت رأي سيبويه من كتاب آخر قد نقلت حينئذ من مرجع.
ومن الباحثين من لا يرى فرقا بين كلمة مصدر وكلمة مرجع، وإنما يفرق بين المصادر والمراجع بالوصف، فنقل رأي لسيبويه من كتاب سيبويه نقل من مرجع أصلي ومصدر أصلي، ونقل رأي سيبويه من كتاب آخر نقل من مرجع فرعي ومصدر فرعي.