وإذا قلت في بحثك: ورأي الشافعية في هذه المسألة كذا وكذا، فإذا كنت قد نقلت رأيهم من كتبهم المعتمدة فقد نقلت من مرجع أصلي ومصدر أصلي، وإذا كنت نقلت رأيهم من كتب المذاهب الأخرى فقد نقلت من مرجع فرعي ومصدر فرعي، وهكذا.
وينبغي للباحث أن يعتمد في معلوماته التي ينقلها، وفي آراء العلماء التي يسوقها، وفي غير ذلك مما ينقل، أن يعتمد على مراجعها الأصلية ما أمكنه ذلك، لأن المراجع الفرعية تنقل من غيرها، وهذا النقل عرضة للزيادة والنقص، وعرضة لأن يكون الناقل قد أساء الفهم أو أساء القصد.
وينبغي للباحث كذلك أن يقرأ الكلمات المطبوعة بشيء من الدقة والحذر، لأنه كثيراً ما تقع في الطباعة أخطاء تفسد المعنى وتوقعُ في اللبس.
بعد هذا قد تسأل وتقول: ولكن كيف أعثر على المراجع؟
للعثور على المراجع طرق كثيرة:
منها القراءات الخارجية للباحث وإطلاعه الواسع من قبل أيام كان طالبا في الكلية وفي الدراسات العليا وبعد التخرج، وهذا الطريق أفضل الطرق وأعلاها شأنا، وينبغي أن يكون طريق كل باحث.
ومنها أن يزور الباحث المكتبات العامة والخاصة، وأن يقرأ فهارسها التي تتصل بمادة بحثه، وأن يسائل المشرفين على هذه المكتبات ومن لهم إطلاع على ما فيها من مراجع وكتب.
ومنها أن يسأل رؤساء الأقسام في الجامعات وأساتذة المادة التي ينتمي إليها بحثه عما يعرفونه من مراجع أصلية.
ومنها الإطلاع على البحوث والرسائل السابقة التي تناولت موضوعات ذات صلة وثيقة ببحثه، وهذا الإطلاع سيفيدك إفادتين:
الأولى: أنك ترى طرق التصدي لمسائل العلم، وكيف تكون الخطط في بناء الرسائل وترتيب فصولها، وفي هذا ما يزيدك خبرة ويوسع آفاق تصورك لأعمال البحوث.
والثانية: أنك تطلع على قوائم المراجع التي اعتمدت عليها تلك البحوث وأغلب الظن أنه سيكون بين تلك المراجع كتب قيمة تصلح أن تكون أيضا مراجع لبحثك.