ويقول هؤلاء الباحثون ردا على مخالفيهم إن نقل المواد العلمية من المراجع ملخصة بأسلوب الباحث عرضة لإهمال المعلومات الصغيرة والتفصيلات الفرعية التي قد يراها الباحث حين التلخيص بعيدة عن موضوع بحثه، أو يراها أشياء ليس لها قيمة، ثم يتبين له بعد ذلك حين يقوم بعملية نقد المادة التي جمعها أن بحثه في حاجة إلى تلك التي أهملها فيضطر إلى أن يعود إلى المراجع مرة ثانية يقرأ وينسخ، وقد يكلفه الوصول إلى تلك المراجع وقتا طويلا، وقد يكون الوصول إليها صعبا بعيد المنال.
ويرى فريق آخر من الباحثين أن النص الذي ينسخ نسخا حرفيا دون تغير هو ما كان لألفاظه قيمة ذاتية يجب المحافظة عليها، أو ما كان لألفاظه غرض خاص يتصل بنقطة معينة في البحث، أو ما كانت كلماته معدودة لا تجاوز السطرين والثلاثة.
أما المواد العلمية التي تجيء في المراجع ملء الصفحة والصفحتين وما يقرب من ذلك، وكذلك المواد التي تكون ضعيفة الصلة بالبحث، والمواد الضحلة التفكير _ فإن نسخها نسخا حرفيا مضيعة لجهد الباحث ووقته.
ويقول هذا الفريق يجب على الباحث أن يكون باحثا ناقدا منذ البداية يحلّل ما يقرؤه في المراجع ويقوّمه فيأخذ الصالح منه وما كان له قيمة، معبراً عنه بأسلوبه، ويترك ما لا خير فيه وما كان بعيد الصلة.
وإذا جّدت حاجة إلى شيء كان الباحث قد تركه وأغفله، وهذا شيء لا يحدث إلا في النّدرى، فمن السهل أن يعودَ إليه بمساعدة البيانات التي يكتبها في إضبارته وتشيرُ إلى كل شيء يعثر عليه في المراجع مما له علاقة ببحثه.
ويقول هذا الفريق أيضا إن الباحث الذي لا يلتزم بالنسخ الحرفي من المراجع يجد نفسه دائما مضطرا إلى أن يفهم كلَّ ما يقرؤه وأن ينقده ويقومَه ليصل إلى ما هو صالح وجدير بالأخذ والنقل.
وأنه يجد نفسه كذلك مكلَّفا أن يعبر عن تلك المعلومات التي يختارها من المراجع بأسلوب جديد من عنده قوي الدلالة دقيق التعبر.