وأنه بسبب هذه القراءات الكثيرة وهذا النقد والتقويم لما يقرأ، وبسبب ممارسة التعبير عن تلك المعلومات المختارة، بسبب هذا كله تنمو عند هذا الباحث القدرة على فهم المواد العلمية ونقدها وتمييز الصالح الجيد مما ليس بذي صلاح وجودة.
وتنمو عنده كذلك القدرة على نقد المراجع وتقويمها، وتنمو عنده كذلك القدرةُ على الكتابة العلمية.
ثم إنه بهذه التلخيصات التي كتبها قد أعدّ لبناتٍ كثيرةً صالحة لبناء المسوّدة الأولى لبحثه.
ولا شك أن هذه القدرات والتلخيصات تعد غنما عظيما يغنمه الباحث الذي لا يلتزم النسخ الحرفي للمعلومات، على حين يفقدها الباحث الذي يلتزم.
وقد تسألني وتقول: أي الرأيين ترى ومع أي الفريقين تذهب؟
أرى أن طريقة التزام النسخ الحرفي من المراجع أصلح للباحث المبتدئ، وأما طريقة الذين لا يلتزمون فأغلب الظن أنها لا تصلح إلا للباحثين الذين سبقت لهم تجارب في إعداد البحوث.
وأنا أميل إلى الطريقة الأولى طريقة الالتزام وإن كانت محاسن الثانية كثيرة جدا.
ومهما يكون من أمر فهناك أمور شكلية لابد من إتباعها لدى كل باحث:
أولها: لا يجوز أن تكتب أو تنسخ إلا على وجه واحد من الورقة أو البطاقة، ولا يجوز أن تكتب على ذلك الوجه إلا نصا واحدا.
وثانيها: يجب أن تكتب في الجانب الأيمن من أعلى الصفحة أو البطاقة قبل أن تنسخ أية كلمة البيانات التالية:
أ _ رقم الصفحة التي تنقل منها النص أو المعلومات ورقم الجزء.
ب _ اسم الكتاب والمؤلف والناشر ومحل النشر ورقم الطبعة.
وثالثها: يجب أن تكتب في الجانب الأيسر من أعلى الصفحة عنوانا موجزا واضح الدلالة على مضمون ما تنسخ في تلك الصفحة، ليسهل عليك الرجوع إلى أي نص أو معلومات حين تدعو الحاجة إلى ذلك.
ورابعها: يجب أن تكتب دائما بالحبر لأن كتابة قلم الرصاص سهلة الزوال بكثرة لمس الأوراق وتقليبها.