للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى هذا أكتب إليك وأقول:

بعد الانتهاء من جمع معلوماتك من المراجع تعود إلى قراءتها مرة ثانية قراءة تفهم وتحليل وتقويم، ولا شك أن هذه القراءة الثانية ستعطيك صورة جديدة عن موضوعك، وتمدك بمعلومات جديدة لم تكن تعرفها من قبل.

وسوف يحملك هذا في أغلب الظن على أن تحدث تغييرا في خطة بحثك كأن تزيد عنوانا جديدا، أو تحذف عنوانا قديما، أو تضم عنوانا إلى عنوان.

فلا تلتزم بالخطة التي وضعتها أولا إن بدا لك بعد القراءة الثانية أن هناك ما يقتضي التغيير، ومن الخير أن تغير وتبدل كلما رأيت ذلك أفضل وما دام البحث بين يديك لم يخرج إلى أيد أُخر.

وحذار حذار أن يكون موقفك أمام ما جمعته من معلومات ونصوص موقف الباحث العاجز الذي يبقي عليها جميعها بنصها الحرفي ويكون عملُه أن يضم ما تجانس منها وتماثل بعضه إلى بعض مع حذف كلمة من هنا وتغيير جملة من هناك، ثم يقول للناس هاؤم اقرءوا كتابي، وما هو بكتاب له، وأنى له ذلك، ولو قلنا لما فيه من ألفاظ وجمل وفقر وآراء عودي إلى مراجعك الأولى لطارت جميعا ولما بقي له منها شيء.

عليك أن تقف أمام ما جمعته من معلومات موقف الناقد المبصر، الذي ينخل معلوماته نخلا، فيأخذ اللباب ويدع القشور.

ولا تأسف على ترك معلومات قد بذلت في نسخها الجهد والوقت، إذا تبين لك أن البحث لم يعد في حاجة إليها.

وعليك أن تحسن التعبير عما تختاره من معلومات وآراء فتصوغها صياغة جديدة دقيقة مشرقة البيان واضحة الدلالة.

حذار أن تقع فيما يقع فيه بعض الباحثين فتجعل همك ووكدك أن ينتفخ بحثك ويتضخم، فتحشدَ له معلومات كثيرة على غير حاجة، لتقول للناس انظروا كم جمعت من معلومات وكم قرأت من مراجع.