انهزمت القوة التائهة المختالة، وخلفت وراءها في أرض المعركة سبعين قتيلاً فيهم سادات قريش: أمية بن خلف، عمرو بن هشام - أبو جهل -, عتبة بن ربيعة, الوليد بن عتبة, شيبة بن ربيعة, نبيه ومنبه ابنا الحجاج, وغيرهم من القادة والزعماء، كما تركوا في أيدي المسلمين سبعين أسيراً منهم سهيل بن عمرو والعباس بن عبد المطلب وغيرهما، واستولى المسلمون على كثير من الغنائم، ولم يستشهد من المسلمين سوى أربعة عشر رجلاً [٢١] .
وكان لهذه النتيجة أبعاد أعمق من إحراز النصر نلخصها فيما يأتي:
أ – رفع معنويات جيش المسلمين، وإحساسه بمعونة الله له.
ب – تشجيع المسلمين على خوض معارك مع أعدائهم لم يجرؤوا على خوضها لولا انتصارهم في بدر.
ج ـ شعور الجيش الإسلامي بأنه قوة رادعة جعله يمضي قدماً في تأسيس الدولة بعزم.
د – ردع الأعداء حتى شل تفكيرهم عن الدخول في معارك جديدة مع المسلمين لمدة تزيد عن السنة مما أعطى المسلمين فرصة لتنظيم أنفسهم والاستعداد للقاء عدوهم.
هـ-كل انتصارات المسلمين بعد تلك الغزوة كانت امتداداً طبيعياً للنصر فيها حيث كان المسلمون يقاتلون وهم يعتقدون أنهم في معية الله - عز وجل - وكان المشركون يعتقدون أنهم يقاتلون عدواً غير عادي ليس من السهل التغلب عليه.
دروس من المعركة:
وإذا كانت نهاية المعركة جاءت على هذا النحو الغريب، ولم تكن بالشيء الذي يمر به الإنسان دون أن يقف حياله مبهوراً حائراً، كان لازماً على الباحث أن يستخلص منها بعض الدروس التي يمكن أن تكون عوامل هامة في توجيه المعركة ونتائجها، كما يمكن أن يستفيد بها المسلمون في مواجهة أي عدو يلقونه، ومن هذه الدروس ما يلي: