١ – التنظيم الدقيق الذي امتاز به الجيش الإسلامي، فقد صفهم الرسول صفوفاً على غير عادة العرب, وأصدر تعليمات مشددة بعدم الهجوم أو بدء المعركة حتى تصدر أوامر القيادة بتنظيم المبارزة واختيار المبارزين وغير ذلك.
٢ – رفع معنويات الجنود بتبشيرهم بالجنة، وذكر ما أعد الله فيها للشهداء مما جعل الجنود يستبسلون ولا يهفون كما في قصة عمر بن الحمام حين ألقى التمرات التي كان يأكلها وقال:"بخ بخ أفما بيني وبين الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء؟!! "[٢٢] .
٣ – دخول المعركة برغبة من الجنود جعل كل جندي يشعر بأن المعركة معركته وأنه مسئول عن نتيجتها مما جعلهم يضحون بكل غال ونفيس.
٤ – الاعتداد بأخوة الإسلام قبل أخوة النسب والرحم واعتبارها هي الأخوة الحقيقية كما حدث من مصعب بن عمير مع أخيه أبي عزيز حين رآه أسيراً فقال لمن أسره:"شد يديك به فإن أمه ذات مال لعلها تفديه منك"[٢٣] .
٥ – الشورى وعدم الاستبداد بالرأي فقد كان ذلك المبدأ هو القاعدة السائدة في المعركة من بدايتها إلى نهايتها فقد استشار الرسول المسلمين في دخول المعركة, ونزل على مشورة الحباب في تغيير مكان الجيش، وأخذ رأيهم في الأسرى.
٦ – الاهتمام بتثقيف المسلمين وتعليمهم، حيث جعل الرسول فداء الأسرى الذين يقرأون أن يعلم كل واحد منهم عشرة من صبيان المسلمين الكتابة والقراءة [٢٤] .
آثار المعركة:
تركت معركة بدر آثاراً عميقة في كل من مكة والمدينة، أما في المدينة فقد استقرت على أثرها أوضاع الدولة الإسلامية، فأصبحت مرهوبة الجانب، يخشاها العدو، ويرهبها المحايد، وأصبح مركز المدينة مرموقا كعاصمة لدولة أخذت وضعها اللائق بها واعتز المسلمون بهذا النصر فواجهوا أعداءهم في قوة وحزم.
كما كان لها في نفوس الأعداء المتربصين بها من الداخل - اليهود والمنافقين - أثران متلازمان هما: الفزع والكيد.